انطلق بالعاصمة صنعاء، الاثنين، أعمال المؤتمر العلمي الثاني (فلسطين قضية الأمة المركزية) تحت شعار "لستم وحدكم" بمشاركة محلية وعربية وإسلامية ودولية واسعة.
وحضر الجلسة الافتتاحية مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين، وعضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، ورئيس حكومة الإنقاذ الدكتور عبدالعزيز بن حبتور وعدد من وقيادات الدولة والمسؤولين، وبمشاركة علمائية وسياسية وشعبية واسعة.
وفي كلمة له، دعا مفتي الديار اليمنية علماء الأمة أن يقوموا بواجبهم ويبينوا للناس مظلومية الفلسطينيين، مشددا على أن من واجب العلماء التبيين للأمة والإيضاح للتحرك في نصرة فلسطين، معتبرا أن التقاعس والسكوت عن ذلك يعد خيانة.
وأكد العلامة شرف الدين أن أمريكا تدعم وتغطي جرائم العدو الإسرائيلي في قطاع غزة، متسائلا أين الذين قصوا وشنوا الغارات على اليمن وزايدوا على الشعب اليمني أين أسلحتهم وقواتهم أمام ما يجري لفلسطين، داعيا الأمة إلى الجهاد في سبيل الله وإلى المقاطعة السياسية والاقتصادية لإسرائيل وأمريكا وبريطانيا.
ونوه بموقف دولة جنوب أفريقيا المساند لفلسطين، داعيا رؤساء وقادة الدول العربية إلى أن يتحركوا في هذا الواجب المقدس في مساندة الشعب الفلسطيني.
المجلس السياسي الأعلى: لن نقبل بحل الدولتين على الأطلاق
وأكد عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي في كلمة له، موقف اليمن الثابت من القضية الفلسطينة، مضيفا أن الوقوف مع فلسطين هو وقوف إنساني ووقوف مع المظلومين.
وقال: إن العلم يجتمع اليوم ويقول للهيمنة الأمريكية قبل الإسرائيلية لا للهيمنة الأمريكية، مستهجنا موقف الأنظمة العربية الخانعة للأمريكيين والإسرائيليين.
وجدد التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية، مشددا على استمرار اليمن في دعم الفصائل الفلسطينية المقاومة، مضيفا لن نقبل بدولتين على الإطلاق.
ودعا الشعوب العربية والإسلامية للتحرك المستمر والخروج في مظاهرات ومسيرات للضغط على أنظمتها من أجل نصرة فلسطين
بن حبتور: الجيش اليمني يخوض المعركة مع فلسطين
من جانبه أكد رئيس الوزراء الدكتور عبدالعزيز بن حبتور، أن اليمن يقف مع فلسطين، مضيفا أن الجيش اليمني يقف ولأول مرة ويخوض المعركة مع فلسطين، ولأول مرة في التاريخ يضرب الجيش اليمني السفن الصهيونية الإسرائيلية، والصهيونية الأمريكية والصهيونية البريطانية.
وشدد على أن محور المقاومة في اليمن ولبنان والعراق وفلسطين يقاتل من أجل فلسطين ويقف أمام مخططات وأطماع الصهيونية العالمية في المنطقة، مؤكدا أن المقاومة الفلسطينية هي المحور الوحيد الذي يضمن الحرية لفلسطين
ممثل حماس: طوفان الأقصى معركة فاصلة في تاريخ الصراع مع العدو
من جهته، قال ممثل المقاومة الإسلامية حماس في اليمن معاذ أبو شمالة: بالرغم من شراسة المعركة في قطاع غزة إلا أن المجاهدين يتصدون للعدو بكل قوة، مؤكدا أن معركة طوفان الأقصى كانت فاصلة في تاريخ الصراع مع العدو الصهيوني، منوها بدور اليمن ومشاركته الفاعلة نصرة لغزة.
ولفت إلى أن العدو يحاول أن يأخذ بالمفاوضات ما عجز عن أخذه بالعدوان والحصار والمجازر والتجويع، مشيرا إلى تزايد المواقف الدولية المساندة للشعب الفلسطيني، مشيرا إلى دور جنوب أفريقيا واليمن بقيادة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي في نصرة القضية الفلسطينية.
ونوه معاذ أبو شمالة بدور القوات المسلحة اليمنية في نصرة غزة وعملياتها في البحرين الأحمر والعربي ومضيق باب المندب، مشيدا بالمظاهرات والخروج المليوني الأسبوعية للشعب اليمني.
وتقدم أبو شمالة بالشكر للموقف اليمني ومساهمته المتميزة في معركة طوفان الأقصى بتوجيه من قيادته ممثله بالسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، مثمنا الخروج المليوني المتكرر في عموم المحافظات اليمنية.
بدوره، أشار معاون الأمين العام لحزب الله الحاج عبدالله قصير، في كلمة متلفزة خلال المؤتمر، من يقف مع العدو الصهيوني في جرائمه بحق المدنيين في قطاع غزة فهو مشارك له في جرائمه، مؤكدا أن جبهات المساندة لغزة لن تتوقف إلا بتوقف العدوان على القطاع.
مشاركة أحرار العالم
وعبر كلمات متلفزة، شهدت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر مشاركة نخبة من أحرار العالم المتضامنين مع غزة والمناصرين لمظلومية الشعب الفلسطينية، من بريطانيا جورج غالاوي (النائب في البرلمان البريطاني)، ومن روسيا الفيلسوف إليكسندر دوغين (مستشار الرئيس الروسي فلادمير بوتين)، ومن جنوب أفريقيا وزويليفليل مانديلا (حفيد الزعيم الافريقي نيسون مانديلا)، ومن الهند توشار غاندي (حفيد الزعيم الهندي مهاتما غاندي)، ومن كوبا، إليدا جيفارا، ابنة رمز النضال العالمي تشي جيفارا)، والصحفي والسياسي السوري ناصر قنديل.
وأشادت الكلمات بموقف اليمن التاريخي والمشرف والإنساني في نصرة الشعب الفلسطيني، ومواجهته وحيدا للإمبريالية العالمية من أجل وقف حرب الإبادة التي يرتكبها كيان العدو في غزة، منددة بالجرائم الوحشية التي يتعرض لها الفلسطينيين في غزة.
محاور المؤتمر
وسيناقش المؤتمر، الذي ينعقد خلال الفترة من 22 إلى 25 رمضان، 80 ورقة وبحثا و مشاركة علمية مقدمة من الأكاديميين والباحثين من اليمن وعدد من البلدان العربية والأجنبية، منها 72 من اليمن و 8 مشاركات خارجية إلى جانب المشاركات السياسية.
وتغطي الأوراق كافة المتغيرات والمستجدات وفي مقدمتها العدوان الصهيوني الوحشي على قطاع غزة والمجازر التي يتعرض لها سكان القطاع في ظل صمت دولي وتواطؤ وخذلان عربي وإسلامي.
وتتوزع محاور المؤتمر إلى ستة محاور هي "الرؤية القرآنية للقضية الفلسطينية، وجهاد أهل اليمن في فلسطين عبر التاريخ، وأطماع العدو الصهيوني في اليمن، وطبيعة الصراع مع العدو الصهيوني، وأهمية شعار الصرخة والمقاطعة الاقتصادية، ودور اليمن السياسي والعسكري والشعبي في نصرة القضية الفلسطينية خاصة بعد السابع من أكتوبر2023م، فضلا عن دور الإعلام المقاوم في نصرة القضية الفلسطينية".
ويهدف المؤتمر، إلى توضيح الرؤية القرآنية تجاه القضية الفلسطينية، وبيان مظلومية الشعب الفلسطيني، وأساليب وطرق ووسائل كيان العدو الصهيوني في تعميق تلك المظلومية، وكشف طبيعة الدور البريطاني والأمريكي في زرع كيان العدو ودعمه وحمايته.
ويسعى المؤتمر إلى دراسة أبعاد وطبيعة الصراع مع العدو الصهيوني ومخاطر التطبيع، وإبراز المواقف والدور اليمني في نصرة القضية الفلسطينية، وإبراز أهمية الدور الإعلامي في نصرة القضية الفلسطينية.