بعد أقل من شهر على زيارته الأخيرة وصل الوفد العماني في زيارة خاطفة إلى صنعاء برفقة الوفد الوطني المفاوض، قبل توجه الوفدين إلى الرياض في زيارة تُعد الأولى لوفد صنعاء المفاوض إلى الرياض، مما يشير إلى أن جهود الوساطة العمانية قد توصلت تفاهمات جديدة مع الجانب السعودي خلال الفترة الماضية. ووفق تصريحات الرئيس المشاط الذي التقى الوفد العماني قبل مغادرته صنعاء سيستكمل وفد صنعاء المشاورات مع الجانب السعودي، والتي تمت في صنعاء ومسقط وكان آخرها في شهر رمضان المبارك. وبحسب مراقبين فأن زيارة وفد صنعاء للرياض ربما جاءت بطلب سعودي خصوصاً، وانها تأتي بعد أيام من زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لمسقط الأثنين الماضي. رئيس والوفد الوطني المفاوض محمد عبد السلام قال ان جولة التفاوض الحالية تأتي في إطار النقاشات التي قام بها وفد صنعاء ، مع الوفد السعودي في لقاءات عديدة في مسقط ولقاءات متكررة في صنعاء .. موضحاً ان الملف الإنساني ، والمتمثل في صرف مرتبات جميع الموظفين وفتح المطار والموانئ والإفراج عن كافة الأسرى والمعتقلين سيحتل الأولوية في جولة المفاوضات الحالية. ومن خلال النظر الى تصريحات عبدالسلام سنجد انها تصريحات مهمة وتؤكد توصل الوساطة العمانية لتفاهمات مع الجانب السعودي حول الملف الانساني، لتأتي على اساسها زيارة والوفد الوطني إلى الرياض لإستكمال ما بدأه وفدي صنعاء والرياض، خصوصاً وأن الكثير من الانباء كانت قد تحدثت عن وصول الوفدين إلى تفاهمات متقدمة حول الملف الانساني قبل أن يتم إعاقة تنفيذ تلك التفاهمات بسبب التدخل الأمريكي. ووفق مراقبين فإن زيارة وفد صنعاء للرياض ما كانت ستحدث لولا وجود التطورات الجديدة خصوصاً وان موقف صنعاء بدى واضحاً حول الملف الانساني الذي جعلت تنفيذه شرط للدخول في أي اتفاق يثبت وقف إطلاق النار. وتوقع مراقبون أن يصل طرفا صنعاء والرياض إلى إتفاق حول آلية تنفيذ اتفاقات الملف الإنساني وفي مقدمتها المرتبات التي ظلت نقطة خلاف بين الطرفين، وتوقفت عندها المفاوضات وفق ما أكدته صنعاء  إذا توفرت الجدية من الجانب السعودي لحلحلة هذا الملف. ويمكن القول أن جولة المباحثات الحالية في الرياض هي من سترسم مستقبل مفاوضات السلام  وهذا ما يدركه الجانب السعودي ، خصوصاً وان صنعاء أكدت قبل أيام على لسان رئيس حكومتها عبد العزيز بن حبتور ،ان “إمكانية عودة الاوضاع في اليمن إلى المربع الأول  كبيرة  في حال استمر تعنت التحالف ورفضه حلحلة الملف الإنساني.وبالأخير تبقى العيون مفتوحة على ما ستسفر عنه جولات المباحثات الحالية بين صنعاء والرياض خلال الأيام القادمة لأن ما بعد هذه الجولة لن يكون كما قبلها، خصوصاً وان صنعاء أكدت انها لن تقبل ابداً بتضييع الوقت في المباحثات دون شروع عملي بتنفيذ ما تم الإتفاق عليه خلال جولات المباحثات السابقة.