تنوعت جرائم العدوان السعودي الأمريكي وتعددت، ووصلت إلى الذروة خلال السنوات الثلاث الأولى.

واضطر الكثير من المدنيين للنزوح هرباً من وحشية العدوان واستهدافه للمنازل والمرافق الحيوية، إضافة إلى الهروب من المعارك التي شهدتها بعض المناطق اليمنية وفي مقدمتها جبهة الساحل الغربي لليمن.

وبعد اشتداد المواجهة العسكرية وتصعيد قوى العدوان السعودي الأمريكي ومرتزقتهم في جبهة الساحل الغربي، منذ العام 2017م، وارتفاع المجازر الوحشية بالغارات الجوية المستهدفة للأحياء السكينة والمنازل والمزارع، والمنشآت والمتاجر والأسواق وقوارب الصيد، لم يعد أمام أبناء المناطق والمديريات الواقعة على خط الاشتباك في محافظة الحديدة، من بديل سوى التوجه إلى مخيمات النزوح والإيواء، للبقاء فيها والحصول على فتات من الغذاء، وقليل من الفراش، الذي تقدمة الأمم المتحدة ك"طعم" يسهل للعدو الممول اصطياد من هرب ونجا إليه من المدنيين، طالباً يد العون والمساعدة.

وفيما كان الأطفال يلعبون ويركضون ويمرحون وترتفع صيحاتهم وضحكاتهم بجوار خيام صرفت لأسرهم المستأنسة بسماع أصواتهم المتسللة من خلف الأعمدة والطرابيل، حلق طيران العدو في سماء الحديدة بكثافة، وباشرت غاراته تجمعات الأطفال وخيام أسرهم في مدينة الصالح بغارات وحشية، قلبت المشهد، في لحظات من الثانية إلى خيام تحترق بمن فيها، وجثث متفحمة وأشلاء ممزقة، خلطت أعضاء النازحين وأهاليهم وجيرانهم المتطايرة في سماء الجريمة، فيد طفل هنا ويد أخرى هناك، وقدم مبتورة هنا ، وأخرى بساقها هناك، ورأس هنا، وبقية جسده هناك، أوصال متقطعة ، وأكوام لحم بشري تحوي بداخلها أعضاء عدد من الأشخاص، من أسر مختلفة وأعمار متباينة.

كوادر الصليب الأحمر، والمشاركين في الإسعاف يجمعون الأجساد الممزقة، فهذا يلتقط قدم طفل وذاك يلتقط رأسه، وهذا يظهر من خارج السور رافعاً بيده نصف جسد ، وذلك يحمل بيده جثة متفحمة بالكامل ، لتكون مرحلة الفرز لجثث الأطفال وأشلائهم المتفحمة والممزقة في أكياس بيضاء على حده، وما عرف من جثامين وأشلاء النساء في طرابيل لوحدها، فيما جثث الرجال وأشلائهم هي كذلك في طرابيل منفصلة، إنها جرائم الإبادة الجماعية بحق الشعب اليمني، بكامل أركانها، وعن سابق إصرار وترصد، دون أي اعتبارات للقوانين والمواثيق والشرائع السماوية، بل هي جرائم عدوانية وحشية تؤكد أن من أرتكبها ، أو شارك في ارتكابها، وصمت عنها، لا صلة له بالإسلام، والإسلام براء منه ومن وحشيته وممارساته، بل تؤكد أن من يرتكب هذه الجرائم يرتبط بأمريكي وإسرائيل.

وأظهرت المشاهد بعد مغادرة سيارات الإسعاف للمكان تجميع أحد الناجين لما بقي من الشعر، والمخ والأدمغة لنساء من أسرته، وهو يتحدث بحرقة وحزن وألم، قائلاً: "ماذا يريد العدو من هذه الجريمة، ماذا سيستفيد من قتل النساء والأطفال؟

ويتابع بحرقة وبصوت مكلوم: "نحن مسلمين ونقول لا إله إلا الله، لسنا يهود ولا كفرة، ليعاملونا بهذه السوء".

وقال آخر: "دمروا منازلنا في حيس، وجئنا إلى هذا المخيم للنزوح طلباً للنجاة بأهلنا وأسرنا، فلماذا يلحقون بنا ويقتلوننا في هذا المكان المحمي من قبل المجتمع الدولي كما يزعمون".

وأسفرت جريمة الإبادة الجماعية لغارت العدوان السعودي الأمريكي على مخيمات النازحين في مدينة الصالح عن 24 شهيداً و36 جريحاً، غالبتيهم من الأطفال والنساء.